يبدو أن الأزمات القضائية متلاحقة التي تواجه الممثلة والمطربة الأمريكية الشابة ليندسي لوهان لن تنتهي قريبا؛ إذ تواجه حاليا دعوى قضائية جديدة رفعها عليها أحد حراسها السابقين، بسبب عدم التزامها بدفع مستحقاته المالية.
ووفقا لتقرير نشره موقع "imdb" السينمائي على شبكة الإنترنت، فإن الحارس ديفيد كيم قام برفع دعوى ضد لوهان أمام محكمة مدينة لوس أنجلوس العليا يوم الإثنين الماضي (7 إبريل 2008)؛ حيث قدم إلى المحكمة وثائق قانونية تؤكد أن لوهان استأجرته كحارس خاص في أكتوبر من عام 2006 لحمايتها على مدار الساعة، وتعهدت في المقابل بدفع راتب أسبوعي له قدره 4 آلاف دولار.
إلا أن كيم استقال من وظيقته بعد ستة أشهر فقط من استلامها أي في مارس عام 2007، وأرجع ذلك إلى عدم وفاء لوهان بالتزامتها المالية، وتراجعها عما تم الاتفاق عليه من قبل.
كيم يطالب أيضا بتعويض إضافي بسبب الأضرار التي لحقت بسيارته حين اصطدم بها سائق لوهان، وهو يسعى للفرار بها من حشد من مصوري الفضائح "البارباراتزي".
ويبلغ إجمالي التعويض الذي يطالب به الحارس السابق 55 ألف دولار، ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من طرف لوهان أو ممثليها حول هذه القضية.
21 عاما من المتاعب
ليندساي لوهان لم تتجاوز الـ21 من عمرها، وقد ولدت في عام 1986 لأبوين انفصل بعضهما عن بعض في وقت لاحق هما مايكل دوجلاس لوهان ودينا لوهان.
وجاءتها فرصتها الأولى للتمثيل على الشاشة الصغيرة عام 1996 من خلال المسلسل الكوميدي "عالم مختلف"، ولكن فرصتها الأولى للوقوف أمام كاميرا السينما جاءت في عام 1998 حين اختارتها مؤسسة ديزني للمشاركة في فيلم "مصيدة الأباء" أمام النجم الأمريكي ديني كواد، وهو إعادة لفيلم كلاسيكي يحمل نفس الاسم عرض عام 1961.
وبرغم أن الفيلم لم يلقَ نجاحا تجاريا كبيرا، إلا أن لوهان جذبت أنظار الجمهور والنقاد على السواء؛ إذ نجحت في سن الـ12 في تجسيد شخصيتي أختين توأمين تختلفان تماما في الطباع، وتسعيان لجمع شمل أبيهما وأمهما المنفصلان، ونالت لوهان جائزة سينمائية عن هذا الدور.
هذا الدور كان أيضا بوابتها إلى عالم السينما؛ إذ تعاقدت مع مؤسسة لبطولة ثلاثة أفلام من إنتاجها، ثم عادت إلى الشاشة الصغيرة عام 2000 كبطلة للمسلسل التلفزيوني "حياة صغيرة الحجم" أمام الممثلة وعارضة الأزياء الحسناء تايرا بانكس.
وفي الفترة ما بين 2000 إلى 2003 قللت لوهان من ظهورها التلفزيوني والسينمائي وحاولت خوض تجربة الغناء ونجحت تجربتها بالفعل حين وقعت عقدا مع شركة تسجيلات عام 2002 تتعهد بموجبها بأن تنتج لها خمسة ألبومات غنائية على مدى خمس سنوات، وفي العام التالي خطت خطوة أخرى في عالم الموسيقى حين وقعت عقدا آخر مع تسجيلات كازابلانكا الشهيرة.
وشهد عام 2003 عودة ليندساي إلى الشاشة الفضية من خلال فيلمين، أولهما هو "يوم الجمعة المخيف" وهو فيلم كوميدي جمع بينها وبين الممثلة المخضرمة جايمي لي كيرتس في دور والدتها، واستطاعت ليندساي من خلاله أن تقدم نفسها للجمهور في ثوب جديد وأن تثبت أن بإمكانها أن تطور أداءها عن نوعية الأدوار التي اعتادت عليها في طفولتها، فلعبت في هذا الفيلم دور فتاة مراهقة متحررة تعشق موسيقى الروك الصاخبة وتسعى للتخلص من القيود التي تفرضها عليها والدتها المحافظة.
وكان الفيلم الثاني هو "اعترافات نجمة الدراما المراهقة" وجمع بين لوهان ومجموعة من ممثلات جيلها مثل ميجان فوكس ولعبت ليندساي فيه دور فتاة تسعى بكافة الوسائل الممكنة إلى تحقيق حلمها في أن تكون نجمة مسرحية.
ويمكن القول إن عام 2004 كان العام الأكثر نجاحا بالنسبة للوهان، فقد حقق فيلمها "فتيات شريرات" نجاحا كبيرا في شباك التذاكر الأمريكي وأثبتت فيه لوهان على حد تعبير إحدى الناقدات "قدرتها على التحول من أدوار الطفلة الوديعة إلى المراهقة المثيرة التي يحلم بها كل شاب".
وكان طبيعيا أن يترجم نجاح لوهان السينمائي إلى لغة الأرقام وأن يزيد أجرها إلى سبعة ملايين ونصف دولار تقاضتهم عن دورها في الفيلم الكوميدي "إنه حظي" عام 2006.
ولكن هذا النجاح كان له وجه آخر، فلوهان التي صارت وفقا للصحافة الأمريكية "فتاة هوليوود جامحة" صارت الهدف المفضل لمصوري المشاهير أو الـ"باربا راتزي" خاصة مع أسلوب عيشها المليء بالسهرات والحفلات المتأخرة والقيادة المتهورة.
وزاد الأمر سوءا، سلوك لوهان المتهور عادة وافتعالها لمعارك كلامية مع ممثلات مثل هيلاري داف أو هجومها على باريس هيلتون، وتأخرها عن مواعيد تصوير أفلامها كما حدث في فيلم "قانون جورجيا" أمام النجمتين جين فوندا وفيليستي هوفمان وهو الأمر الذي كان يدفع والدتها المرة تلو الأخرى إلى الاعتذار عن سلوك إبنتها.
وفي أوائل عام 2007 ونظرا لإدمانها على شرب الكحوليات الذي اضطرت الشرطة إلى إيقافها وهي تقود تحت تأثيرها، اضطرت لوهان إلى دخول إحدى مراكز إعادة التأهيل في الولايات المتحدة للعلاج من هذا الإدمان، إلا أنها سرعان ما عادت إليه في يوليو 2007 بعد أن ضبطت مرة أخرى وهي تقود سيارتها مخمورة مع مجموعة من أصدقائها، ولدى تفتيش السيارة وجدت الشرطة كيسا من مادة الكوكايين.
ولا يبدو أن متاعب لوهان مع القضاء سوف تنتهي مع نظر هذه القضية، أيا كان الحكم فيها؛ إذ تواجه حاليا قضية أخرى مرفوعة ضدها من السيدة التي لاحقتها -أي لوهان- بسيارتها في يوليو الماضي وهي تحت تأثير الخمر.
ويبدو الآن لمحبي لوهان ومنتقديها على حد سواء أن هذه النجمة الشابة تقف الآن على مفترق طرق، فهل ستعود مرة أخرى إلى حياتها الصاخبة أم ستخضع لإعادة تأهيل كاملة؟
أمر يصعب التكهن به مع فتاة قالت ذات مرة "الحياة مليئة بالمجازفات في كل الأحوال، فلماذا لا أخوضها؟".