[size=16]السلام عليكــم..
قديما قيل البيت امرأة وليس أعمدة..
من المرأة تولد لحظات الإحساس بالسكينة والرضا ومنها أيضا تولد لحظات الاحساس بالسخط والغضب,
ومنها تولد لحظات الدفء والهدوء أيضا تولد لحظات التوتر والصراخ,
ومنها يمتد الظل الذي يتفيأ تحته جميع افراد الأسرة وأول من يبحث له عن مكان تحت هذا الظل الزوج,
ومنها ايضا تولد الحرارة والجلوس على الرمضاء في قارعة الطريق لتسول الحب الحقيقي والابتسامة المعلقة على الاوجه,
ومنها يولد الاحساس بالإحتواء حتى تكاد ذراعاها تمتدان أمتارا لإحتواء زوجها وأبنائها وتتمنى لو وهبت صبر أيوب حتى تكون شلالا هادرا بأعذب الكلمات وأرقها وأرقى السلوكيات وأنضجها. ومنها ايضا يولد الاحساس بالهجر والهروب من المساحات المكانية التي تجمعها بمن في طرفها..
سيدتي المرأة الزوجة الصغيرة القادمة للحياة الزوجية بطموحات النوادي الصحية وبرد الأظافر ومشاهدة التلفزيون والأكل من ارقى المطاعم واللبس من ارقى الماركات والشغالة والسائق..ثقي تماما اذا اعتبرتها مقياس لنجاح حياتك الزوجية فالمحصلة أن تعيشي انت وزوجك في جحيم مطلق لسببين
أولاً:
لأن عينيك لن تمتلئا بالرضا مهما حاول أن يقدم لرضاك
وثانياً:
لهاثه وجريه وراء إسعادك لن ينتهي لأن الهدف من هذا السعي لن يتحقق, من الممكن أن تصنعي لك حياة ملمعة اجتماعية فاقدة لروح الحياة من الداخل وحينها لن يكون للعلاقة الزوجية تلك الأبعاد النفسية عميقة الجذور لأن احد الطرفين يستمتع بلهاث الآخر من اجله..من حقك أن تتساءلي كيف لي ان انجو من نظام اجتماعي دارج ومسوق برفض هذه القناعات ولكن العلامة الفارقة دائما تأتي نتيجة الخروج عن السائد العام..ياسيدتي ولك السيادة بحق فأنت تقودين منزلك الصغير بإرادتك القوية وعقلك الواعي وقلبك الكبير ذلك الذي لو عشت في قصر منحك اياه والدك لايساوي شيئا امام سيادتك في شقة صغيرة سجادها عتيق واثاثها مهترئ وأشخاصها يتوقدون نشاطا وينبضون بالحياة وتضج جدرانها بالضحكة العالية الصاخبة تارة وبالحوار اللذيذ تارة اخرى.. أين المفهوم التقليدي الجميل- الذي من ابجديات ثقافتنا الاسرية -للزوجة التي تقف في مطبخها تعد اطباقها بإحساسها من اجل ان تكون المحصلة الصحة والعافية, أين الزوجة التي اذا صرخ زوجها في بيته لأي سبب أرخت عينيها وخرجت من المكان- ولم تصرخ في وجهه ولم ترفع صوتها ممايفقدها انوثتها ويحولها الى قطة شرسة- في حين ان خروجها ليس شكلا من اشكال الخضوع ولا الاذلال وانما الانكسارالممزوج بالكثير من القوة النفسية لأنها تعرف يقيناً أنه سيعود بعد ساعة من الزمن ليمتص نظرة العتب التي رآها في عينيها قبل لحظات!
سيدتي دائما كوني مستودعا ضخما لإحتواء زوجك ولفرز الحنان والدفء, دائما تحرري واخرجي من قمقم النقد واللوم والتجريح والإساءة وتتبع عثراته فقط ووضعه تحت مجهرك الخاص..
لكل رجل مفتاح لشخصيته وبإرادتك القوية اكتشفي مفتاح شخصية زوجك وحينها ستوصليه من حيث لايدري ولا يعلم الى يقين ان الحياة بدونك صحراء قاحلة ومعك جنة خضراء..
[/size]